كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



تلك الجراحات فنظر إليه فقال: لم ينقب؟
وجعل يأتيه ويعالجه.
وكان قد أصاب وجهه غير ضربة ومكث منكبا على وجهه كم شاء الله.
ثم قال له: إن ها هنا شيئا أريد أن أقطعه.
فجاء بحديدة فجعل يعلق اللحم بها فيقطعه بسكين معه وهو صابر لذلك يجهر بحمد الله في ذلك فبرأ منه ولم يزل يتوجع من مواضع منه وكان أثر الضرب بينا في ظهره إلى أن توفي.
ودخلت يوما فقلت له: بلغني أن رجلا جاء إليك فقال: اجعلني في حل؛ إذ لم أقم بنصرتك.
فقلت: لا أجعل أحدا في حل.
فتبسم أبي وسكت (1) وسمعت أبي يقول: لقد جعلت الميت في حل من ضربه إياي.
ثم قال: مررت بهذه الآية: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله} [الشورى: 40] فنظرت في تفسيرها فإذا هو ما أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا المبارك بن فضالة قال:
أخبرني من سمع الحسن يقول: إذا كان يوم القيامة جثت الأمم كلها بين يدي الله رب العالمين ثم نودي أن لا يقوم إلا من أجره على الله فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا.
قال: فجعلت الميت في حل.
ثم قال: وما على رجل أن لا يعذب الله بسببه أحدا.
وبه قال ابن أبي حاتم: حدثني أحمد بن سنان قال:
بلغني أن أحمد بن حنبل جعل المعتصم في حل يوم فتح عاصمة بابك (2) وظفر به أو في
__________
(1) جاء الخبر في " تاريخ الإسلام " كما يلي: "...ودخلت على أبي يوما فقلت له: بلغني أن رجلا جاء إلى فضل الأنماطي فقال له: اجعلني في حل إذ لم أقم بنصرتك.
فقال فضل: لا جعلت أحدا في حل..."
(2) بابك الخرمي هو أحد المارقين عن الإسلام أراد أن يقيم ملة المجوس في فارس بعد مقتل أبي مسلم الخراساني.
وإليه تنتمي الحركة البابكية " الخرمية " التي كان مركزها " البنذ " وهي بلد في أذربيجان.
ولم يقتصر بابك عليها بل مد نفوذه إلى أذربيجان كلها =